قلنا يا رب ينتصر الأهلي لأننا كنا نرى فيه – إبتسامة وطن غائبة – ولأننا
كنا نعرف أن الأمور ليست على ما يرام وحذرنا منها أكثر من مرة فإننا لم
نستغرب الهزيمة ولم نتوقف أمامها .
الذي أستوقفني قبل المباراة بيوم هو حالة إنتظار الفرح التي
عاشتها كل مصر وكأنها على موعد مع فرحة منتظرة من الجميع فكل شاب يعشق
الأهلي يجد فيه – ملاذه – للهروب من إكتئاب وبطالة وكذب يراه صباح و مساء
من مسئولين وكلام جرايد وكلام إعلام لا يقدم ولا يؤخر .
الذي أستوقفني ان إدارة الاهلي مثلها مثل – إدارة البلد – لم
تلتفت الى أي لفت نظر قلناه وأي ملاحظة قلناها ووجهناها للأهلي وتعاملت
بمنطق – كله تمام يا ريس – والكل يعلم أنه لا كله تمام ولا أي حاجة صح ..
وكان الكل ينتظر الكارثة أو النكسة كما يطلق عليها – الشامتين في الأهلي –
وها هي النكسة حدثت للأهلي – رمز الفرح – لهذا الوطن فهل أن الوقت لهذا
الوطن ومن يتولون أمره أن يعلموا أننا في قلب الكارثة !
الكارثة التي نتكلم عنها هو ما حدث في إستاد القاهرة قبل وأثناء
وبعد اللقاء .. قبل اللقاء تنظيم – فاشل – بكل معاني الكلمة – كل من معه
تذاكر لا يستطيع أن يدخل في مكانه المحدد له ويقال له أن المكان قد أمتلأ
عن أخره ؟؟ والتذكرة في يده ؟ والسبب أن هناك معارف الظابط الفلاني
والعسكري العلاني وأمين الشرطة العلاني .. والنتيجة تنظيم – فاشل – وهو
الوصف الوحيد المحترم على ما حدث ؟؟ وشعب يرفض أن يتعامل بنظام مع أي شئ
.. فلا تنظيم طابور قادرين عليه ولا أحترام أنفسنا قادرين عليه حتى أحترام
الضيف أصبح شئ لا نقدر عليه .. ببساطة منذ البداية وضحت الرؤيا أن اليوم
هو يوم من أيام الحقيقة !
أثناء المباراة جمهور مصر إنقلب على نفسه من هو مع الأهلي ومن هو
ضد الأهلي والمحزن والمخجل أن بعض أعلام الزملكاوية والسوايسة
والإسمعلاوية بالطبع كان وسط أعلام النجم الساحلي ولكنها ظلت مختبأة إلى
أن انتهت المباراة وخسر الأهلي كل شئ حتى تظهر لتشمت في ممثل – مصر – وعلى
الجانب الأخر كان أعلام نفس الفرق تساند وتشجع الاهلي من نفس المكان وفي
نفس الوقت !
أنطلقت أعلام الزمالك في بعض ميادين القاهرة تحتفل بهزيمة الأهلي من النجم
؟ والسبب الوحيد الواضح والمنطقي أن جمهور الزمالك أعترف أنه لا يوجد أمل
في فريقه فقرر أن يشجع أي فريق يستطيع أن يهزم الأهلي ! وبالطبع نفس الحال
مع الإسماعيلية الي أقامت مواكب الفرح لهزيمة الأهلي لا لسبب إلا لأنها من
وجهة نظرهم وكما يقولون أن الأهلي هو – نادي الحكومة – فمن وجهة نظرهم أن
الاهلي هو رمز الحكومة وكرههم للأهلي نابع من كرههم للحكومة – أليست هذه
كارثة تستحق من سيادتكم ان تتعاملوا معها بشئ من الجدية ؟
بعد المباراة الكارثة الكبرى فريق تونسي تفوق علينا وفاز ببطولة
يستحقها مع الأعتراف بوجود أخطاء تحكيمية ولكن مثل هذه الأخطاء التحكيمية
هي التي أعطت الأهلي كأس أفريقيا الموسم الماضي في تونس – وتذكروا حامل
الراية – الله يكرمه الذي منع الصفاقسي من تسجيل هدفين كل من شاهدهما
أعترف بأنهما صحيحين .
النجم فاز لأنه يستحق ولأنه فريق محترم و جماهير الأهلي لم
تستوعب النتيجة فأخذت تحتك بجماهير تونس وبلاعبي تونس وتطور الأمر الى
الإعتداء على لاعبي تونس وهم يحملون الكأس وينزلون من المقصورة الرئيسية
بل واحتكت أيضا بلاعبي الأهلي وبمانويل جوزيه – العبقري – الذي أغرق
الأهلي وهو لا يدري ! في مشهد لم يعد يحدث في أي دولة – متخلفة - من دول
العالم اللي ما لوش درجة !
وتستمر الخيبة ويتم قطع التيار الكهربائي عن الملعب فجأة بدون
سبب وجيه ولكن بعض العساكر قالوا لنا أنها إجراءات أمنية – يا حلاوة - !
أيها السادة هزيمة الاهلي هي - نعمة من عند ربنا – لأننا صدقنا
أنفسنا ولأن الإعلام يتعامل مع الأهلي كما يتعامل مع _____ كملوها أنتوا
بقى .. فهو النادي الذي لا يخطئ وجوزيه هو العبقري الذي فعل كل شئ – وهو
من تسبب في أن الأهلي ليس لديه بديل كفء وأنه هو من أشترى أكثر من 15 لاعب
منهم من لم يلعب مباراة رسمية واحدة – ورغم كل ذلك هو العبقري الغير قابل
للنقض وهو صاحب العبور للمستقبل – اليابان يعني – علشان ما حدش يفهم غلط !
الهزيمة نعمة من عند ربنا والنعمة الأكبر أنها جاءت في القاهرة
ووسط الجماهير المصرية ووسط العزوة والسطوة الأهلاوية .. الهزيمة ببساطة
بتقول لنا – إصحوا يا بني أدمين – لا الاهلي ماشي صح .. ولا الشعب أصبح صح
.. ولا البلد كلها ماشية صح ..من الأخر العملية كلها ماشية بالبركة ..
والله بالبركة .. والدليل الأهلي – ضحكة مصر - كما وصفناها هو جزء من هذه
البلد و الجماهير هي شعب هذه البلد .. وإدارة الأهلي هي إدارة هذه البلد
.. أحسبوها صح وحتلقوها كده .. الهزيمة تقول .. أننا شعب أصبح منقسم على
نفسه .. ومسئولين لا يروا السلبيات إلا بعد أن تؤدي الى كارثة أو هزيمة
ثقيلة .. وإعلام يعمل من – الجميع أبطال من ورق ثم يحرقهم – وجماهير تكذب
الكذبة وتصدقها وفي النهاية تبقى الكلمة الأشهر في مصر – كله تمام يا ريس
– أي ريس في اي مكان وأي موقع المهم أنه كله تمام !